للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في بيته ثلاثة وزراء، وأعلموه بهذا القرار (١).

وكان الشيخ الخضر حسين حين تولى هذا المنصب قد شارف الثمانين من عمره، ورغم تقدمه في السن، فقد تحمل أعباء هذه المسؤولية الثقيلة بصبر وحلم اشتهر بهما منذ صباه، كما أهّله لذلك علمه الواسع، وماضيه المجيد في الكفاح الوطني والعلمي والإسلامي والأدبي والاجتماعي، وخاصة نزاهته وعفته، وشخصيته الرصينة المهيبة.

* دسائس ومنافسات:

ومنصب شيخ الأزهر تحيط به دائماً الدسائس والمناورات، والحسد والمنافسة. والشيخ الخضر كان يعرف ذلك كله. ولم يكن -حين قبل أعباء المنصب - ينوي أن يستمر فيه طويلاً، فلا سنّه تسمح له بذلك، ولا مغربيته أيضاً؟! ولكنه أراد أن يحقق أسمى هدف لعالم ديني، جاهد ستين عاماً في سبيل العلم والدين والوطن، وقد حققه. ولما شعر بأن المنافسة المصرية قد بدأت تتحرك بين شيوخ الأزهر، لم يكترث بذلك -لاعتماده على مناصرة حكومة اللواء نجيب له- رغم اللمز والغمز اللذين قامت بهما صحف معينة في القاهرة (٢).

* استقالته، وفاته:

ولكن لما أُبعد اللواء محمد نجيب عن الحكم، ونفُي إلى مكان مجهول يوم ٢٠ أوت ١٩٥٣، شعر الشيخ الخضر بأن عليه أن يتنحى باختياره قبل أن


(١) مجلة "الأزهر"، م ٢٩ (عدد ٢٠/ ٢/ ١٩٥٨) (ص ٧٤٤).
(٢) منها مجلة "روز اليوسف"، ومجلة "الجيل الجديد".