للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في ميدان الإصلاح الإسلامي، واللغوي، وعمل في التدريس والصحافة والكفاح الوطني. ولقد أتيح له أن يقاوم حركات التغريب بدعوته إلى إنشاء جمعية (الشبان المسلمين). وكانت مجلته وقلمه من ألسنة الدفاع عن المغرب العربي وقضاياه، ورسولاً قوياً يستصرخ المشارقة حين يكشف لهم عن مؤامرات الاستعمار، ويدعوهم إلى مقاومة التغريب والتجنيس والفرنسة. فهو منذ أقام في مصر بعد الحرب العالمية الأولى يحمل هذه الرسالة، ويعمل في كل هذه الميادين: الإسلام، واللغة، والكفاح السياسي" (١).

"وكان محمد الخضر حسين مستنيراً، متفتح الذهن، يدعو إلى الإصلاح على أساس قاعدة علمية واضحة، فهو يؤمن بفكر لا يتعصب لقديم، ولا يفتتن بجديد، يعتمد الرأي حيث يثبته الدليل، ويثق بالرواية بعد أن يسلمها النقد إلى صدق الغاية" (٢).

* قمة مجده شيخ للأزهر:

هذا هو الشيخ محمد الخضر حسين، الذي بلغ في شهر سبتمبر عام ١٩٥٢ قمة مجده الديني والعلمي حين أصبح شيخاً للأزهر، فكان أول عالم غير مصري يتولى هذا المنصب منذ قرون عديدة خلت (٣). وكان اختياره لهذا المنصب من طرف اللواء محمد نجيب، ومجلس وزرائه، وقد زاره


(١) "المرجع نفسه" (ص ١٧٣ - ١٧٤).
(٢) "المرجع نفسه" (ص ١٧٤).
(٣) عن مشيخة الأزهر، وأسماء شيوخه، انظر: كتاب "مساجد ومعاهد" سلسة الشعب - (ج ١ ص ٦٦ - ٦٧).