للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١ - مجلة "السعادة العظمى":

سبق أن قلت: إنه أسس في سنة ١٩٠٤ مجلة "السعادة العظمى"، وهي أول مجلة تأسست وصدرت في تونس (١)، وقد جعلها نصف شهرية، وذات اتجاهين: ديني، وأدبي. ولئن لم يصدر منها سوى ٢١ عدداً، فإن مجموعتها تعتبر مصدراً هاماً لتاريخ الصحافة العربية، وطليعة رائدة للإصلاح وبذوره الأولى بتونس.

ساهمت "السعادة العظمى" -برغم عمرها لقصير- بدور فعال في الحياة التونسية، وكان لها أثر محمود -إثر مطلع القرن- على الحركات الفكرية والدينية والاجتماعية.

ورغم نزولها إلى الاعتدال -كشأن صاحبها دائماً- فقد جوبهت بمعارضة عنيفة من طرف شق الجامدين والمحافظين من شيوخ الزيتونة وأمثالهم في الحياة العامة يومئذ.

ولكن عدداً غير قليل من كبار العلماء، وأعيان البلاد والمثقفين، وقفوا إلى جانبها بقوتهم المادية والاجتماعية والأدبية. ومن أبرز هؤلاء: الوزبر الأول الشيخ محمد العزيز بوعتور، والشيخ سالم بوحاجب، وحسن حسني عبد الوهاب، ومحمد الطاهر بن عاشور، ومحمد النخلي (٢).

ولعل أهم ما عنيت به المجلة: تأييدها للإصلاح، ودعوتها لتغيير مناهج


(١) فيليب دي طرازي: "تاريخ الصحافة العربية" (ج ٤ ص ٣٤٨)، و"أركان النهضة" (ص ٤٠)، ومجلة "لواء الإسلام" (س ١١ ع ١١ ص ٦٧٥).
(٢) انظر حديثه عن بعض هؤلاء وتشجيعهم له: مجلة "لواء الإسلام" (س ١١ ع ١١ ص ٦٧٥) (فيفري -فبراير- ١٩٥٨).