بعد حين وسام العز الرفيع: حكم الإعدام، الذي يزين عنق المجاهدين.
أعلمتم إذن سبب الرحيل .. ؟
فإلى أين سيتجه يا ترى ... ؟
* في دمشق:
إنه في دمشق، عاصمة المجد العربي الخالد، لا يعرف أحداً، ولا يعرفه أحد ..
ولكن هل تخفى الشمس؟
وفي عصامية عجيبة انطلق وراء رزقه، ورزق عياله، يعمل في مدارسها، حتى اندفعت إليه نخبة مختارة من كرام أبناء هذه المدينة العتيدة، تنهل من نمير علمه العذب، ومن شخصيته الفذة، ومنهم: أستاذي الكبير علامة الشام محمد بهجة البيطار - عليه رحمة الله ورضوانه - .. ومن حديث شيخي وقعت في نفسي الهمة الشماء، والعصامية الأبية التي كان يتحلى بها الشيخ الكبير ..
ومرت الأيام .. حتى كان يوم نحس من عام ١٩٢٠ حين دخل الفرنسيون دمشق على جماجم أبطالنا في ميسلون، إنهم نفس الغزاة، حملة رائحة الاستعمار والاستعباد التي تلوث جو الكون، الذين احتلوا المغرب العربي وشطراً من أرض الشام ..
فإلى أين يذهب العلامة المجاهد ... ؟
إلى أين ... ؟
* في مصر:
إلى القاهرة يمم وجهه، وذلك في عام ١٩٢٢، كما فعل العديد من