للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أربعين عاماً - إلى غايتين:

أولاهما: أن نرفع عنه تراب النسيان، حتى يتيسّر تداوله، ويُعتمد في كتابة تاريخ تونس المعاصر على الوجه الصحيح.

وثانيتهما: أن نُحيي ذكرى صاحبه الشيخ محمد الخضر حسين الذي عُرف كعالم وشيخ للأزهر، وأن نبرز جهاده في سبيل تونس والمغرب العربي، ذلك الجهاد الذي أدى به إلى الخروج من وطنه، والانخراط في صفوف العاملين تحت لواء الدولة العُثمانية، لتحرير الشعوب الإسلامية من الاستعمار الغربي، وتحمّل ما أُضير به من مُصادرة الفرنسيين لأملاكه في تونس، ومطاردتهم إياه في سوريا بعد أن احتلتها جيوشهم.

وأملنا أن يَتخذ الشيخ محمد الخضر حسين -الذي نشر ابن أخيه الأستاذ علي الرّضا الحسيني في السنوات الأخيرة كل مؤلفاته، باستثناء الكتاب موضوع حديثنا، والذي خصّ الأستاذ محمد مواعدة سيرته بأطروحه لا بأس بها- مكانه في سجل المجاهدين من أجل حرية تونس والمغرب العربي والأمة العربية قاطبة، ومن أجل نهضة شعوبها.

وأملنا أيضاً أن نواصل -في سلسلتنا هذه- جمع التراث الفكري والنضالي لغيره من المجاهدين أمثال: الدكتور سليمان بن سليمان، والطاهر صفر، والشيخ محيي الدين القليبي، ويوسف الرويسي، وسواهم؛ حتى ننقذ ذلك التراث الزاخر من البلى، ونثري بيبليوغرافيا النضال والتاريخ الوطنيين بالمراجع الأساسية التي لا يمكن كتابة التاريخ الصحيح من دون الرجوع إليها. "الحرية"