للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأوجب على العلماء والأدباء والمفكرين أن يكونوا الجسور الصحيحة التي تتجاوز بها الشعوب خنادق النظم، وأودية الحكام، ومستنقعات الجهل والدكتاتورية والرجعية.

وزاد من مكانة مصر رفعةً وشأناً؛ إذ برهنت على أنها أم العروبة، فعلاً تخرج بأبنائها النجباء، وتفتح لهم صدرها كريمًا واسعاً حنونًا، بغض النظر عن الجهة التي نبتوا فيها.

انظروا معي في هذا المقطع من قصيدة رائعة لأمير شعراء الجزائر الشيخ محمد العيد آل خليفة -رحمه الله-، بعنوان: (تهنئة الأزهر بشيخه الجديد) قالها سنة ١٩٥٢ حينما أسندت رئاسة مشيخة الأزهر إلى الشيخ الإِمام محمد الخضر حسين -رحمه الله-:

وحبا الأزهر الشريف رئيساً ... عبقرياً، ومصلحاً مسماحا

وإمامًا مجدداً مغربياً ... رفع المغرب المهيض جناحا

هنئ الأزهر الشريف بشيخٍ ... طاب أنساً به وزاد إنشراحا

رأسَ الأزهرَ الشريف فخلنا ... سادنَ البيت أوتي المفتاحا

وجلا الحق "بالهداية" حيناً ... فنفى عنه غيمه وأزاحا

حارب الجهل والتعصب والإلحاد ... والدجل والخنا والسفاحا

بيراع يفري المشاكل عضباً ... وحِجى يكشف الدُّجى لمَّاحا

حاز آلُ الحسين (بالخضر) الحر ... مدى فخرهم وفازوا قداحا

أورث الله منه "طولقة" العرق ... وأورى "بنفطة" المصباحا

"تونس" تقبل التهاني نشوى ... وتهادي "الجزائر" الأفراحا