إنّ كلتا الأختين من خمرة البشرى ... تعاطت على الصفا أقداحا
قد طوى سبعة وسبعين عاماً ... ناشراً نور علمه وضّاحا
فالشيخ الخضر هو أحد الأئمة الذين نافحوا وجاهدوا عن الإسلام بالقلم والكلمة أكثر من نصف القرن الرابع عشر للهجرة، وطيلة النصف الأول من القرن العشرين، فهو صاحب مجلة "السعادة العظمى" التي صدر العدد الأول منها بتاريخ (١٦ محرم ١٣٢٢ هـ سنة ١٩٠٤) بتونس، وواصلت صدروها نصف شهرية إلى العدد ٢١؛ أي: قرابة عام.
وهو عضو (المجمع العلمي العربي) بدمشق منذ سنة ١٩١٩، ومن أول أعضاء (مجمع اللغة العربية) بالقاهرة منذ تأسيسه سنة ١٩٣٣، وصاحب مجلة "الهداية الإسلامية" التي أصدرتها بالقاهرة سنة (١٣٤٧ هـ / ١٩٢٩ م) جمعية (الهداية الإسلامية) لتكون الناطقة باسمها، ورئيس تحرير مجلة "نور الإسلام"(١٣٤٩/ ١٣٥٣ هـ الموافق لسنة ١٩٣٠/ ١٩٣٤ م) التي تحولت - فيما بعد - إلى مجلة "الأزهر"، ورئيس تحرير مجلة "لواء الإِسلام" ١٩٥٤.
وبكلمة مختصرة: إنه أول من تصدى للشيخ علي عبد الرازق صاحب كتاب "الإسلام وأصول الحكم" بكتاب نقض فيه دعاويه سنة ١٩٢٥. كما تصدى سنة ١٩٢٦ للرد على الدكتور طه حسين بكتاب "نقض كتاب في الشعر الجاهلي"، وهو الذي نقد اقتراح الأستاذ أحمد أمين الذي قدمه للمجتمع اللغوي بالقاهرة مطالباً (ببعض الإصلاح في متن اللغة)، ووقف كذلك في وجه الأستاذ فريد أبي حديد في مسألة (موقف اللغة العامية من اللغة العربية الفصحى).