للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولذويكم دوام الصحة والعافية، ولوطننا المزيد من الرقي والازدهار في كنف السلم والاستقرار.

أيتها السيدات، أيها السادة!

ها نحن أولاء نلتقي اليوم بمناسبة الطبعة السادسة من التظاهرة التي دأبت على تنظيمها الجمعية الخلدونية للأبحاث والدراسات التاريخية، والتي خُصصت لعَلَم من أعلامنا الأفاضل، وأحد أبناء عاصمة الزيبان البررة، ومنارة من منارات علمائها الطيبين، الذين انطلقوا من ديارهم سائرين على درب طلب العلم؛ لإنارة وتبديد ظلمات الجهل: فضيلةِ الإمام شيخ الأزهر الشريف العلامة محمد الخضر حسين- رحمه الله، وتغمد ثراه-.

وبالمناسبة: أتقدم بالشكر الجزيل للأستاذ فوزي مصمودي - ومن خلاله كافة طاقم الجمعية الخلدونية - على المجهودات والمساعي التي تبذل من سنة لأخرى في سبيل ترسيخ الذاكرة التاريخية في أذهان أبنائنا، ونفض الغبار عن شخصيات خُلدت أسماؤها عبر التاريخ بأحرف من ذهب.

أيها الحضور الكرام!

إن الحديث عن سيرة الرجال العظام هي أقل ما يمكن تقديمه تقديراً وعرفاناً بما بذلوه خدمة لدينهم ووطنهم، ورفعة وسموّاً بأسمائهم، فإذا كانت مشيخة الأزهر مرتبة ليست بالهيّنة ولا اليسيرة، فإن شرف نَيْلها من طرف العلامة محمد الخضر حسين الطولقي، هي شرف للجزائر الوطن، ولبسكرة الأصل والمنبت على حد سواء. وفي ذلك شرف مضاعف له ولنا، وما ذلك إلا دليلٌ على مكانته العلمية والدينية.

وفي مقام آخر: فإن الإمام كان صورة لوحدة الأمة التي أراد الله أن تكون