للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذلك إلى الجزائر، وغيَّرها تغييراً، حوَّل أولئك المجرمين في العاصمة إلى أناس مصلحين، وغيَّر وجه الجزائر العاصمة من حيث العادات الاجتماعية والأمن الاجتماعي.

وكذلك -كما لا يخفاكم- إخواننا الإباضيون: إن الشيخ بيوض، وقبله الشيخ اطفيش، وغير هؤلاء الأعلام. إخواننا الإباضية قاموا بنهضة، وحافظوا على اللغة العربية، وعلى الإسلام، ولم يكونوا من دعاة العرقية، ولا البربرية، وما إلى ذلك من نزعات ربما يدعو إليها بعض الناس، إنما حافظوا على هذه الثقافة التي عجنت العرب والبربر في بوتقة واحدة، فأصبحنا لا نستطيع أن نفرق أن هذا بربري أو عربي؛ لأن الدماء امتزجت، وامتزج التاريخ بهذه الأرض الطيبة، وتنازل الناس عن مصالحهم الشخصية.

فنسال الله -سبحانه وتعالى- أن يتغمد برحمته شيخنا وإمامنا الشيخ محمد الخضر حسين، وأن يجزيه أحسن الجزاء؛ لما قدم لهذا الوطن، ولأوطان الإسلام كلها من خدمات، ومن علم وجهاد. وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.