وأصبح الناس في ظلام حالك، لولا هذه النهضة التي قام بها هؤلاء، وأشعت أيضاً على الزيبان، فكان الطلبة في هذه المناطق: الزيبان الشرقية، والغربية يطالعون "العروة الوثقى" سراً، يتداولونها بينهم، ويتابعون هذه النهضة التي يقوم بها كبار المصلحين في المشرق الإسلامي، وفي مغربه، فكان هناك أنصار حركة محمد عبده في الزيبان، وكذلك في العاصمة الشيخ عبد الحليم بن سمّاية، ومحمد مضرَّبة، ومن إليهم.
وكذلك هنا في هذه المنطقة ابن ناجي وغيره، كانوا يتابعون هذه الحركة، ويتدارسون أمرهم في هذه البلاد، فنهضت نهضة جديدة في الجزائر، وعلى رأسها الشيخ عبد الحميد بن باديس -رحمه الله- وأصحابه.
وإني هنا أعتذر لكم عن عدم حضور فضيلة الشيخ عبد الرحمن شيبان رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الذي كلفني أن أعتذر لكم باسمه، وأن أنوبه في هذه الكلمة، التي أرجو أن تكون نافعة لشبابنا هذا: أن يتوجه إلى دراسة هذه الأمجاد -كما تفضل الشيخ عبد القادر- التي غفلنا عنها، وشبابنا لا يُعنى كثيراً بدراسة العظماء من رجالنا؛ فإن الأمة إذا نسيت رجالها وأبطالها وأمجادها، فقد نسيت تاريخها، ونسيت جذورها، فهذه الأعلام التي ناضلت من أجل حياتنا اليوم حياةِ الحرية التي نعيش فيها باستقلال وطننا، هذا كله بفضل هؤلاء، فلا بدّ أن نسجل حياتهم في قلوبنا قبل أن تُسجل في طروسنا وصحائفنا الورقية أو غير الورقية، فالشباب اليوم مدعو لأن يسلك هذا المسلك، وأن يدرس تراثه وأمجاده، وأن لا يكون عنها من الغافلين.
وكذلك في هذا الجنوب الصحراوي، أنتم تعلمون الشيخ الطيب العقبي كيف بدأ في إنشاء جريدة "صدى الصحراء" في هذه المنطقة، ثم انتقل بعد