للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الثاني ١٣٢٤ هـ، وهو القاضي بمدينة "بنزرت"، وهذه المحاضرة هي المجابهة الأولى بينه وبين المحتل الفرنسي.

والحديث عن الحرية، والدعوة لها جهاراً - في أرض يتسلّط على رقاب أبنائها سيفُ الاستعمار الرهيب، وفي ظلِّ حكومة تَعَفَّر جبينُها تحت أقدام الغزاة إرضاءً لشهواته- لا يقل جرأة وأثراً عن مجابهة المحتلّ في ساحات القتال، ومقاومته بالحديد والنار. هذه المحاضرة دلّت على نزعته المبكرة إلى الحرية، وفهمه السليم لرسالة الإسلام؛ لذا نجد أن الإمام بعدها أصبح مطلوباً من المتسلّط المحتل، ومراقباً من عيونه وأعوانه.

* الهجرة إلى الشام:

هاجرت العائلة المكوَّنة من ثلاثة وثلاثين فرداً -بين شيوخ ونساء وأطفال- إلى دمشق؛ للاستقرار فيها، تتقدم الطليعةَ المهاجرةَ: السيدةُ حليمة السعدية بنتُ الشيخ مصطفى بن عزّوز والدةُ الإمام، وذلك عام ١٩١٣ م.

وسبب الهجرة -حسب ما توصلت إليه-: أولاً: رغبة الإمام في الانتقال إلى الشرق، بعد أن ضاق عليه الخناق في تونس، وملاحقة السلطات الاستعمارية له، وحيث مجالُ عمله الإسلامي أوسعُ نطاقاً، وأفسح ميداناً، وسبب آخر هو: نظرة المغاربة إلى بلاد الشام، ويدعونها: (الشام الشريف).

* إخوة الإمام:

إخوة الإمام، وهم من الرجال:

الشيخ محمد الجنيدي، وعاد إلى تونس، ثم الجزائر، وهو دفين مدينة "طولقة".