يا قلعةَ الإسلامِ يا زيتونةً ... وبِحِضْنِها شَمَخَ الإمامُ الأَنجبُ
وفي سنة ١٣٢٥ هـ تولى وظيفة التدريس فيه، وفي نفس العام عُيّنَ مدرساً في الصادقية لدرس الإنشاء.
وعُيِّنَ عضواً في لجنة لتأليف كتابٍ شامل لتاريخ المملكة التونسية.
وأجازه خاله العلامة محمد المكي بن عزوز بِخَطّه في دفتر التلامذة الخاص بالإمام، قال فيها:"وممن تأهل لها -أي: الإجازة- وكان أحق بها وأهلَها: ابننا الألمعيُّ الماجد، ذو الخلال الفاخرة والمحامد، الدرّاكةُ الشيخ أبو عبد الله سيدي محمد الخِضْر ابن الناسك الأوّاه، العارف بالله، الأستاذ الشيخ سيدي الحسين، الشريف العلوي العزّوزي، سارَ على الدَّربِ فَوصَلْ، ودَأب بحزم فأصبح والمقصودُ لديه حَصل، جانَبَ الكسَلَ، فاشْتار العَسَلْ، جافى الرّاحة، فملأ الرّاحة، بشهادة جهابذة الجامعِ، وحذّاقِ كِرامِ المجامع".
تقلّد الإمام منصب القضاء في مدينة "بنزرت"، والخطابة والتدريس في الجامع الكبير في ربيع الثاني ١٣٢٣ هـ، وأقام له الإمام محمد الطاهر بن عاشور في داره بالمرسى حفلاً مساء يوم ١٥ رييع الثاني، وألقى كلمة تدلُّ على سُموٍّ وصفاء الصداقة والأُخوةِ بينهما - رضي الله عنهما -، واستمر سنة وسبعة أشهر، وكان مِثالاً للقاضي النّزيهِ العادلِ:
زانَ القضاءَ عَدالةً ونزَاهةً ... والعَدْلُ في كَفَّيهِ نَبْعٌ صَيِّبُ
ولما أحسَّ أن عمله في القضاء هو أقلّ مما تسعى إليه هِمَّتُه، استقالَ، وعادَ للتَّدريس في جامع الزيتونة.
وألقى محاضرته الشهيرة:(الحرية في الإسلام) يوم السبت في ١٧ ربيع