وقد ساهمت الجمعية في نشاط ثقافي، وشكلت لجنة تنشر آداب إفريقيا الشمالية، وكانت برئاسة الإمام، ومن أعضائها الجزائريين: الدكتور محمد عبد السلام العيادي، ومحمد الرزقي.
* جبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية:
من الصفحات المشرقة والمشرّفة في سيرة الإمام: دعوته لتنظيم جاليات المغرب العيلي المقيمة في القاهرة في جبهة واحدة متراصة، غايتها: الدفاع عن شعوب شمال إفريقيا: تونس، والجزائر، والمغرب، وليبيا.
نظر الإمام إلى حال دول شمال إفريقيا، وما آلت إليه الأمور على يد المستعمر من محاربة شرسة عنيفة للغة القرآن، ونشر ويلات الجهل والفقر، و (فَرْنسَة) المعاهد العلمية، والمؤسسات الحكومية، ونقل البلاد إلى الجنسية الفرنسية من عروبتها وإسلامها، وتحويل المساجد إلى ثكنات عسكرية. وكسرت فرنسا الأقلام الحرة، وكممّت الأفواه، ولم تعد الأذن تسمع إلا قرقعة السلاح، والدعوات إلى اعتناق الأفكار الأجنبية الخبيثة، وفي اعتقادهم أن هذا الأسلوب يقود المغرب إلى أن يصبح قطعة من فرنسا، ولم يعلموا أن القرآن حافظ للغة، وأن الإسلام سيبقى إلى اليوم المشهود.
نظر إلى هذا كله، فلم يطق صبراً، وخفقت الروح بين جنبيه، والإمام من أكثر الناس شعوراً بإرهاب فرنسا التي لاحقته من تونس إلى دمشق، وإستنبول وبرلين، ثم إلى دمشق والقاهرة، وحكمت عليه بالإعدام، وأمرت بمصادرة أمواله في تونس.
لبت الجاليات المغربية دعوته المباركة، والتفَّت حوله في مشهد رائع، واتخذت مقراً لها دار "جمعية الهداية الإسلامية"، ولم تتخذ لنفسها مكتباً مستقلاً