في البناء؛ حفظاً على مال الجبهة، وفي بناء الجمعية متسعٌ لكل عمل إسلامي ووطني.
عقدت الجبهة اجتماعها الأول في شهر ذي الحجة ١٣٦٣ هـ، وتم انتخاب الإمام رئيساً، ومثّل الجزائرَ فيها المناضلُ الكبير الفضيل الورتلاني، والأمير مختار الجزائري.
قامت الجبهة برسالتها خير قيام، وقامت بأقصى جهد للتعريف بقضايا المغرب، وعقدت المؤتمرات واللقاءات مع المسؤولين العرب والأجانب، وشرحت ما تتعرض له شعوب المغرب، وعملت على مساندة المقاومة بالقوتين المادية والمعنوية. وانضم إلى الجبهة أكثر اللاجئين السياسيين المقيمين في مصر، ونخبة من المناضلين المغارية، ومن جمعيات العلماء المسلمين الجزائريين، وحزب الشعب الجزائري.
وأطلق عليه أحد الباحثين اسم:(ابن خلدون العصر)؛ لأن في سيرة الرجلين تشابها كبيراً في مراحل حياتهما وإنتاجهما العلمي.
* عضويته في جماعة كبار العلماء:
تقدم الإمام برسالته "القياس في اللغة العربية" لعضوية جماعة كبار العلماء، وتشكلت لجنة من قساة الممتحنين، وكان العالم الفاضل الشيخُ عبدُ المجيد اللبّان رئيساً للجنة، فأبدى الشيخ من الرسوخ والتمكُّن ما أدهش، ويهرهم بغزارة علمه، وفاض عليهم بما وهبه الله من معارف؛ حتى إن الشيخ اللبّان صاح إعجاباً قائلاً:
هذا بحر لا ساحل له، فكيف نقف معه في حِجاج؟! ونص القرار على أن اللجنة امتحنت الشيخ محمد الخضر، فوجدته بحراً لا ساحل له.