وفي ٢٩ أبريل من سنة ١٩٥١ م صدر أمر ملكي برقم ٢٢ بتعيين الشيخ محمد الخضر حسين عضواً في جماعة كبار العلماء، وكانت هذه العضوية سبيله إلى عرض اسمه على مجلس الوزراء، عندما أراد المجلس اختيار شيخ الأزهر من كبار العلماء.
* الإمام في مشيخة الأزهر:
كان موسوعة علمية، يضرِب في جميع العلوم بسهم وافر، وقد جاهد في سبيل الله بقلمه ولسانه ونفسه.
جاءته مشيخة الأزهر تسعى إليه بنفسها، دون أن يطلب هذا المركز يوماً، فهو أزهد الناس بالمناصب والألقاب.
وافته مشيخة الأزهر اعترافاً بفضله العميم، وعلمه الغزير، وسيرته النقية التي غدت مضرب الأمثال في التقوى والنضال والدعوة.
لم تكن لديه في القاهرة عشيرة تكون له سنداً، ولا حرب يدفع عنه، ولا أخ يشد أزره، ولا ولد يرفع عن كاهله عبء الحياة.
ولكن الله -سبحانه وتعالى- كان معه، ومن كان الله معه، فقد بلغ أقصى مراتب السؤدد، ولأمثاله تعقد ألوية الدعوة والإصلاح، ولأمثاله تعقد القيادات الإسلامية.
ويروي الشيخ: أنَّ أمه حينما ولدته، وكَبُرَ، قالت له: إنها كانت تربِّت عليه وهو صغير، وتقول له: إن شاء الله يا أخْضَرْ، تكبر وتروح الأزهرْ.
واستجابت السماء لدعوة الأم الطاهرة، وإذا بأصيل "طولقة"، ووليد "نفطة" يجوب العالم داعية للإسلام، وتنتهي به رحلة الإيمان إلى أن يصبح