للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إماماً وشيخاً في الجامع الأزهر. وهكذا يكرِّم الله أولياءه الصالحين في الدنيا قبل ثواب الآخرة.

الأزْهَرُ المَعْمورُ سُرَّ بِشيخِهِ ... لَمَّا اعتلاهُ من التُّقاةِ مُجرِّبُ

وفي مشيخة الأزهر قال: "إن كانت جنّة، فقد دخلتها، وإن كانت ناراً، فقد خرجت منها".

بعد اختيار الإمام شيخاً للأزهر، زاره الرئيس محمد نجيب في مكتبه بالأزهر للتهنئة، وبعد أيام على هذه الزيارة، أتاه السيد حسين الشافعي عضوُ قيادة الثورة، وأخبره أن الرئيس محمد نجيب يطلبه لأمر ما، فغضب الإمام -وقلّما يغضب -، وأخرج ورقة من درج مكتبه، وكتب عليها استقالته، وقال للشافعي: "قل لسيادة الرئيس: إن شيخ الأزهر لا ينتقل إلى الحاكم".

هنأه الشاعر الجزائري الكبير محمد العيد بقصيدة طويلة ومطلعها:

بارقٌ مِنْ بوارِق الرُّشْدِ لاحا ... جَرَّ للشَّرْقِ غِبْطَةً وفَلاحا

وفيها يقول:

وحَبا الأزْهَرَ الشريفَ رئيساً ... عَبقرياً ومُصْلِحاً مِسْماحاً

وإماماً محدِّثاً مَغْرِبيّاً ... رفعَ المغرِبَ المهيضَ جَناحا

واستقال من المشيخة في (٢ جمادى الأولى ١٣٧٣ هـ - ٨ جانفي ١٩٥٤ م)، وتفرَّغ للعلم والكتابة.

* آثاره العلمية:

حدِّثْ عن نبع لا ينضُب، وفكر لا يتعَب، وقلم أوقفه صاحبه لخدمة