للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وللعلماء عند عمر بن عبد العزيز مقام رفيع، لذلك أعانهم على الاحتفاظ بكرامتهم، وعلّق الشيخ محمد الخضر على هذا بأنه "لا تحيا أمة أو ترقى في سماء المجد إلا أن يكون فيها علماء مخلصون محترمون" (١).

فأنت تراه قد وظّف هذه التراجم لبثِّ دعوته الإصلاحية في الأخلاق والدين، والسياسة والمعرفة؛ لعل الناس -وخاصة الشباب والحكام- أن يكون لهم هؤلاء الأعلام قدوة ومثلاً أعلى، ولذلك ختم ترجمته للخليفة عمر بن عبد العزيز بما يدل على ذلك: "هذه محادثة أخذنا فيها بطرف من سيرة رجل من أعظم رجال الإسلام، عسى أن يكون موضع قدوة لكل من تولى أمراً من أمور المسلمين، وأراد أن يكون له لسان صدق في الآخرين" (٢).

كما ختم الإمام مالك بقوله: "هذه صفحة من حياته، نعرضها على حضراتكم، وإن في ذلك لعبرة لأولي الألباب" (٣).

كما عقّب على عرضه لسيرة الإمام أبي الحسن الأشعري: "فإذا عرضنا عليك صحيفة من حياة أبي الحسن الأشعري، فإنما نعرض عليك شيئاً من سيرة رجل كان له في إصلاح النفوس وتقويم العقول جهادٌ وأيُّ جهاد" (٤).

وفي ترجمته للعلامة أحمد تيمور باشا أكَّد غرضه هذا: "وإنما هي كلمة أصف بها جانباً من خصاله الحميدة؛ عسى أن يكون في إلقائها تذكرةٌ


(١) المصدر نفسه (ص ٤٤).
(٢) المصدر نفسه (ص ٤٨).
(٣) المصدر نفسه (ص ٦١).
(٤) المصدر نفسه (ص ٨٣).