بالإضافة إلى ما سبق: نجد الشاعر يُعمل فكره في الحياة، وسلوك الخَلْق، ويتأمل ويخلُص إلى أخذ العبرة مما وصل إليه من عظات وعبر في شؤون الناس والحياة، وما رصد من مفارقات تستلفت نظر الإنسان وتتطلب منه.
وشعر الخضر حسين شعر تقليدي إذا ما قيس بمقاييس المعاصرة، وإن عدّه البعض شعراً عصرياً أو جديداً، إلا أن الروح المحافظة المسيطرة عليه جعلت النزعة التقليدية لديه أقوى.
يقول الشيخ محمد الفاضل بن عاشور في هذا المضمار: ويظهر أن نشأة الطريقة الشعرية المصورة للنزعة الفكرية والقومية إنما ظهرت في سبك متين، ومنطق رصين على يد الشيخ محمد النخلي، ثم سمت وأشرقت على يد الشيخ الخضر، إلا أنهما لم يلتزما.
خلاصة القول التي يمكن أن نختم بها: إن هذا الديوان "خواطر الحياة" لصاحبه محمد الخضر حسين وثيقة هامة، تفيد الباحث في التعرف على كثير من المعطيات التاريخية، والنظريات الثقافية والاجتماعية والسياسية التي كانت تشغل بال هذا العالم، وبالَ غيره من المثقفين المعاصرين له، والمهتمين بشؤون العالم الإسلامي وقضاياه.
كما يبيّن هذا الديوان قيمة صاحبه الشعرية، وهو ديوان يحتاج إلى دارسة علمية أكاديمية متأنية، وما قدمناه اليوم لا يكاد يتجاوز حد الانطباع، أو قلْ: هو خطرات حول ديوان "خواطر الحياة".