للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

للغرب، ولاسيما سلطة الحماية الفرنسية، فسافر إلى الآستانة متذرعاً بزيارة خاله السيد محمد المكي بن عزّوز، ولما ظنَّ أن الزوبعة هدأت، عاد إلى تونس بطريق "نابولي" ولما استقر به المقام، رأى أنه لا يطيق البقاء في ذلك الجو الخانق، فازمع الهجرة منه نهائياً، ووقع اختياره على دمشق ليتخذها وطناً ثانياً له.

- تعرض في بلاد الشام -أيضاً- للاضطهاد والسجن بسبب اتهام جمال باشا له بالتآمر على السلطة.

- نزل محمد الخضر حسين القاهرة سنة (١٣٣٩ هـ = ١٩٢٠ م)، واشتغل بالبحث وكتابة المقالات، وقد ساقت له الأقدار الأستاذ الأديب أحمد تيمور باشا الذي قدّر موهبته، وعرف قدره، فساعده على الاستقرار في القاهرة باختياره مصححاً بدار الكتب المصرية، فسمحت له هذه الوظيفة أن يتصل بأعلام النهضة الإسلامية في مصر، وتوثقت علاقته بهم، وتقدم لامتحان شهادة العالمية بالأزهر، وعقدت له لجنة الامتحان برئاسة العلامة عبد المجيد اللبان مع نخبة من علماء الأزهر الأفذاذ، وأبدى الشيخ من رسوخ القدم ما أدهش الممتحنين، وكانت اللجنة كلما تعمّقت في الأسئلة، وجدت من الشيخ عمقاً في الإجابة، وغزارة في العلم، وقوة في الحجّة، فمنحته اللجنةُ شهادةَ العالمية، وبلغ من إعجاب رئيس اللجنة بالشيخ العالم أن قال: "هذا بحرٌ لاساحل له، فكيف نقف معه في حِجاج؟! ".

* إلغاء الخلافة الإسلامية ... أول الوهن السياسي:

في شهر مارس ١٩٢٤ م، وقع إلغاء الخلافة الإسلامية نهائياً من طرف الجمعية الوطنية التركية الكبرى، مدعية أن الشعب التركي قد فوض الجمعية