التي تمثله تمثيلاً حقيقياً جميعَ حقوق سيادته وحاكميته .. وقد أثار هذا القرار ضجة كبيرة في العالم الإسلامي، فكُتبت المقالات المعارضة، وعُقدت المؤتمرات للتشهير بهذا الإلغاء الذي يتعارض مع مذهب أهل السنَّة، الذي يشير إلى أن الإمامة موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين، وسياسةِ دنيا الناس به.
وقد كان الملك فؤاد ملكُ مصر من أكبر المعارضين والحاثّين لرجال الدين وشيوخ جامع الأزهر على التنديد بهذا القرار وبأصحابه؛ ذلك لأنه كان يسعى لتولي خلافة المسلمين، وزعامة العالم الإسلامي.
وقام أنصار الملك فؤاد وأتباعُه بترويج الفكرة، والدفاع عنها باستعمال وسائل عديدة.
وفي خضم هذا الاختلاف الشديد القائم بين المدافعين عن هذه الخطة الإسلامية، وبين المناوئين لها، أصدر الشيخ علي عبد الرازق أحد علماء الأزهر كتابه:"الإسلام وأصول الحكم" في غرة أفريل ١٩٢٥ م، وأكد فيه أن الخلافة ليست ضرورية لقيام حكومات إسلامية حديثة، وأنها ليست من الدين في شيء ...
وقد أثار هذا الكتاب ضجة كبرى في أوساط علماء الأزهر، وعدّوه خروجاً على إجماع الأمة، وما ألفته وتلقته بالقبول عبر تاريخها السياسي الطويل.
واغتنم الشيخ محمد الخضر حسين هذه المناسبة للمساهمة في خوض هذه المعركة الدينية والسياسية، فألّف كتاباً ردَّ فيه على الشيخ عبد الرازق سماه:"نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم"، ورتّبه نفس الترتيب المتبع