للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في الأصل المردود عليه (١).

واعتبر الشيخ محمد الخضر حسين أن كتاب علي عبد الرازق مظهر من مظاهر التغريب التي هبّت على المجتمعات الإسلامية تريد النيل من خلافتها، وتأجيج خلافاتها، وتشتيت صفوفها، بعدما كانت تحت مظلة خلافة إسلامية جامعة ..

ولكن الشيخ استطاع أن يحقق مأرباً آخر بتأليفه لهذا الكتاب، وهو: تلبية رغبة القصر الملكي، واستجابة لطلب أنصاره ومؤيديه مما ناله به من حظوة ومكانة عند الملك، ويؤكد ذلك: إهداء الكتاب إلى خزانة صاحب الجلالة فؤاد الأول ملكِ مصر المعظم، يقول في خاتمته: "تلك المزية (رعاية الدين) التي أصبح بها صاحب الجلالة واسطة عِقْد ملوك الأمم الشرقية قد أخذت في نفسي ماخذ الإكبار والإجلال، ودعتني إلى أن أقدم إلى خزانته الملكية مؤلَّفاً قمت فيه ببعض حقوق إسلامية علمية، وهو: "نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم"، ورجائي أن يتفضل عليه بالقبول، والله يحرس ملكه المجيد، ويثبت دولته على دعائم العز والتأييد"، ويختم هذا الإهداء بالعبارة التالية: "المخلص في الطاعة: محمد الخضر حسين".

وقد تمكن الشيخ من الحصول على الجنسية المصرية، مما سمح له أن يندمج كلياً في المجتمع المصري، ويحقق ما كان يصبو إليه.

* الخضر حسين ... ينقض طه حسين!

لا شك أن حياة الشيخ الخضر في بلاد "الجريد" جعلته يعيش كالنخلة،


(١) انظر: محمد مواعدة، الشيخ محمد الخضر حسين، حياته وآثاره. دمشق: الدار الحسينية، (ص ٧٦ - ٨٢).