تسير طريقتُه في التجديد على قواعد المعرفة الحديثة، وهذا شَطَط بالغ تنّبه إليه الأستاذ عباس العقاد حين تعرّض لنقد الكتاب، فقال (١):
"ويقول صاحب الكتاب في مقابلته بين منهج الشيخ الخضر، ومنهج الأستاذ وجدي: إن أولهما يعتبر الإِسلام وحياً تاماً، قد تنزل على صورته الكاملة عند عصر الرسالة الإِسلامية، فلا إضافة إليه، ولا زيادة عليه، ولا تحوير فيه، وإنما الإيمان بالإِسلام هو الذي يحتمل القوة والضعف، كما يحتمل زيادة المعرفة، أو النقصَ فيها، أو يحتمل المراجعة من عصر إلى عصر لتفقّد الآثار العصوية فيه، وليس الأستاذ الخضر -كما يرى المؤلف- من أنصار الحنين إلى الماضي، بل هو من أنصار الدعوة التي لا زمان لها؛ لأنها صالحة لكل زمان، ومهما تتجدد مذاهب المعرفة، فالمسلم يسلم أمره إلى إرادة الله كما هَدَته معارفه إلى فهم تلك الإرادة الإلهية بالدرس والإلهام، وقد تساوى في نظر الشيخ الخضر كلا الطرفين من المسلمين في الحاجة إلى التصحيح والإصلاح، وهما -على تعبير المؤلف-: طرف اليسار من المتعلمين الذين جاوزوا حدود الإِسلام، وطرف اليمين من الجامدين وأتباع الطرق الصوفية الذين ضيقوا حدوده عليهم، وإن لم يجاوزوه".
كما تولى رئاسة تحرير مجلة "لواء الإِسلام" سنة (١٣٦٦ هـ = ١٩٤٦ م)، وتحمَّل إلى هذه الأعباء التدريس بكلية أصول الدين، فالتفَّ حوله الطلاب، وأفادوا من علمه الغزير، وثقافته الواسعة، وعندما أنشئ (مجمع اللغة العربية) بالقاهرة سنة (١٣٥٠ هـ = ١٩٣٢ م)، كان من الرعيل الأول الذين اختيروا