للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذا الكتاب لقي رواجاً كبيراً في العالم الإِسلامي، ليس فقط في مصر؛ بدليل أن الشيخ أبا الحسن الندوي عندما زار مصر في عام ١٩٥٢ م كان شغوفاً إلى التعرف على شخصية محمد الخضر حسين الذي قرأ عنه هذا الكتاب، وسجل ذلك في كتابه "مذكرات سائح في المشرق"، أو الشرق العربي، هذا الكتاب مشهور، طبع عدة طبعات.

وكذلك نجد الشيخ الخضر تربطه علاقة متينة برجال الثورة المصرية؛ بدليل أنه أول شيخ للأزهر بعد إسقاط نظام الملك فاروق، وإقامة الجمهورية في مصر عام ١٩٥٢ م، فأول عالم، وأول شيخ للأزهر هو الشيخ محمد الخضر حسين، الذي تعاون مع رجال الثورة، ولكن عندما اصطدمت قناعاته في بعض الأعمال التي قام بها رجال الثورة؛ مثل: الإصلاحات على مستوى الأزهر، أو حول قضية المحاكم الشرعية، وقضية الإصلاح الزراعي في مصر، لم يرض الشيخ الخضر حسين عن هذه الإصلاحات، وقدَّم استقالته. وهذه الاستقالة -كما فسرها- هي استقالة سياسية تختلف عن الاستقالات التي عرفها الجامع الأزهر: وقليل من علماء الأزهر الذين استقالوا في تاريخه، ولكنها كانت استقالات علمية أكاديمية مرتبطة بإصلاحات داخل الأزهر.

وكان التعيين في مشيخة الأزهر من قبل هيئة كبار العلماء، وأصبح قراراً سياسياً. وقلما نجد عالماً يأخذ هذا الموقف السياسي، ويرفض هذه المشاريع السياسية التي طرحها رجال الثورة في مصر.

وأضاف الشيخ الخضر حسين ميزة عندما قال: "إن شيخ الأزهر لا ينتقل إلى الحاكم". عندما طُلب إليه الذهاب لمقابلة الرئيس محمد نجيب، وأعتقد أن هذه ميزة نقلها الشيخ محمد الخضر حسين إلى مصر.