للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن دراسة تاريخ هذا العالم الجليل مطلوبة الآن حقيقة، خاصة بعد الأعمال التي قدمها الأستاذ علي الرضا الحسيني بجمع أعمال الشيخ محمد الخضر حسين، وخاصة في الصحافة: مجلة "الهداية"، ومجلة "السعادة العظمى"، كلها تحتاج إلى دراسة أعمق لاكتشاف عظمة هذا الرجل العظيم في جميع مواهبه وأعماله المختلفة.

هذا بالاختصار الشديد للعلاقات التي تربط بين الشيخ محمد الخضر حسين ومجموعة من العلماء المسلمين، سواء -كما قلت- في مؤسسات، أو كشخصيات، وتسليط هذه الأضواء على شريط التواصل بين المشرق والمغرب، وتأكيد على حقيقة أن المغرب والمشرق كانا عبر التاريخ متلاحمين متواصلين، عكس الفكرة الرائجة في أن حساسية المغرب بالمشرق، أو حول استكبارات المشرق.

هذه الأفكار تطرح في كثير من الصحافة الآن، وفي أدبيات الفكر الإِسلامي المعاصر، وعن القطيعة بين المشرق والمغرب، فنضال الشيخ محمد الخضر حسين يثبت العكس؛ بأن التواصل بين المغرب والمشرق فيه ترابط بين الطرفين.

فالشرق لم يستطع أن يواصل إشعاعه الفكري والحضاري إلا بمساعدة ومساهمة عقول علماء المغرب، ومن بينهم: الشيخ محمد الخضر حسين -كما ذكرت- والذين استقروا في مصر خاصة، أو في الشام، أو في الحجاز، قدموا خدمات جليلة في هذه الدول.

والمغرب العربي لم يكن باستطاعته أن يتحرر من الاستعمار الفرنسي إلا بفضل وجهود وتعاون وتضامن شعوب وعلماء ومفكري المشرق العربي.