الإِسلام -الدعوة إلى الإصلاح- رسائل الإصلاح. هذه كلها عناوين لهذا العلامة. لا شك أنه كان يدعو إلى الإصلاح كثيراً. . . ربما هو امتداد لبعض العلماء الذين سبقوه؟
الدكتور الجندي: بالطبع. هو عالم جليل، عالم موسوعي، كان امتداداً للإمام محمد عبده، بل أنا شخصياً أعتبره مثل الإمام محمد عبده، وربما يفوق الشيخ محمد عبده في سفرياته إلى ألمانيا، وأعماله الأخرى.
إن الإمام محمد عبده ذهب لزيارة إيطاليا وفرنسا، وزار جزيرة إلى جانب إيطاليا التي أصوله منها، ولعلها ليست على ذاكرتي الآن. فالشيخ محمد الخضر حسين -أيضاً- طوّف في سويسرا، وألمانيا، وتركيا، وبلاد الشام، وبلاد المغرب، وزار الجزائر أكثر من مرة، كل هذه دعوات للإصلاح، كل هذا في سبيل نشر العلم، وفي سبيل إصلاح أحوال الأمة الإِسلامية، وإنقاذها من رقدتها؛ لتحارب وتواجه الاستعمار الفرنسي، والاستعمار الإنكليزي، وهذا الرجل يعتبر فلتة من فلتات الزمن، لا يجود بها الزمن كثيراً.
المذيع: نعود إلى الدكتور الأستاذ كمال عجالي.
لا شك أنكم درستم الحركة الإصلاحية في الجزائر، وما جلب انتباهي: أن الرجلين: عبد الحميد بن باديس، والشيخ محمد الخضر حسين كانا إصلاحيين، وكانا قد درسا على العلامة الشهير محمد الطاهر بن عاشور، لعل هذا الأصل هو الذي جعل الرجلين يتفرغان في مذهب الإصلاح إن صح القول؟
الحسيني: أريد أن أصحح في السؤال؛ فالإمام لم يدرس على الشيخ