للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمد الطاهر بن عاشور، بل كانا زميلين معاً في الدراسة. والشيخ ابن باديس درس عليهما. أردت فقط أن أوضح هذا.

الدكتور عجالي: في الحقيقة -كما قال السادة الأساتذة- الشيخ محمد الخضر حسين رجل متعدد المواهب، ومتعدد الوظائف؛ كان رجلاً سياسياً، وكان رجلاً إصلاحياً، وكان رجل دين، كان لغوياً، كان شاعراً، كان صحافياً، رحّالة.

وبالنسبة لقضية الإصلاح عند الشيخ محمد الخضر حسين، أنا درست ديوانه "خواطر الحياة"، لا أقول: إني درسته، بل ألقيت عليه نظرة، فوجدت أن الرجل كان يدعو إلى الإصلاح، والتمسك بالأصول من صحيح الدين المتمثلة في القرآن الكريم، وفي السنة النبوية الشريفة، ويدعو إلى الرجوع لهذه الأصول. . . في نفس، الوقت كان -أيضاً- من الذين لا يمانعون من الأخذ من الحضارة، ومن مظاهر المدنية المعاصرة، وبالتالي كان الرجل رجل إصلاح، ورجل انفتاح، وبالتالي كان يدعو إلى الأخذ بالأصول، والأخذ بمستجدات الحياة. وهذه هي نفس النظرة التي دعا إليها الشيخ محمد عبده، ونفس النظرة التي تبناها الشيخ عبد الحميد بن باديس -رحمه الله-، ومنهج (جمعية العلماء المسلمين الجزائريين). فالرجل كان إصلاحياً بمعنى الكلمة، ولا جدال في هذه النقطة.

المذيع: طيب، الأستاذ علي الرضا الحسيني! ما علمتُه من حضرتكم؛ أن العلامة محمد الخضر حسين يتقن ثلاث لغات أجنبية، هل تحدثنا عن تمكنه وبراعته في إتقان هذه اللغات؟

الحسيني: حسب ما وصلتُ إليه من وثائق أثناء تحقيقي في موضوع