للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشيخ: أنه درس الألمانية في برلين عندما قام هناك بأعمال مجيدة، وهي في الغاية: تأليب الجنود المغاربة الذين وقعوا في أسر الألمان؛ ليجندهم للحرب ضد فرنسا في المغرب العربي.

ووجوده في ألمانيا لمدة ستة أشهر في زيارته الأولى، ثم ولمدة أربعة أشهر ويزيد في المرّة الثانية، أتقن اللغة الألمانية على يد مستشرق ألماني اسمه (هاردر)، وأسس مسجداً في برلين، وألقى به خطاباً، يقال: إنه بعد الخطاب ألقاه باللغة الألمانية.

ثم في تركيا عُين في ديوان وزارة الحربية عند أنور باشا، كان هو صديقاً له في ديوان اللغة العربية، فكان مضطراً أن يدرس اللغة التركية، فدرَسها وأتقنها.

ثم في أواخر أيامه، عندما أسس (جبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية) في مصر، ومهمتها عبارة عن حرب ضد فرنسا، والدعاية ضدها، فأتى بمصري يتقن الفرنسية، وعلمه اللغة الفرنسية حتى أتقنها.

الشيخ لا يتبجَّح، ولا يُكابر، لا يقول في أي مجلس كذا وكذا، ولكني سمعت ممن أثق بدينه وبقوله أن الشيخ يتقن هذه الثلاث لغات.

المذيع: طيب، أستاذ رضا الحسيني! أنت كنت ملازماً للشيخ محمد الخضر حسين، هل كان يتردد عليه بعض العلماء -مثلاً-؟

الحسيني: يا أخي! أنا لم أكن مقيماً معه، إن إقامتي في دمشق مع الوالد زين العابدين، إنما التقيت بالشيخ عندما استلم مشيخة الأزهر، وأقمت لديه شهراً. وكان يأتينا بين سنة أو ثلاثة إلى دمشق للاصطياف وللتنزه، والترويح عن النفس؛ يعني: يمكن أن أجمع لك الأيام بالنسبة للشيخ بما لا تتجاوز