للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أربعة أو خمسة أشهر. ولكن عرفت كل شيء عن الشيخ؛ لأن الشيخ لا يخفي شيئاً عن الناس، تراه على طبيعته.

والسادة العلماء يعرفون أكثر مني عن العلماء الذين يترددون عليه في مصر. والشيخ لا يستقبل أحداً في داره. في السيدة زينب شقة تتألف من غرفتين، وفسحة صغيرة، كانت لا تتسع أن يستقبل فيها أحداً، كان يأتيه كبار القوم من العالم الإِسلامي، فكان يتفق معهم على موعد في (جمعية الهداية الإِسلامية)، يستقبلهم هناك مساء، وإذا دعاهم، يدعوهم إلى مطعم، أو يأتيهم بالطعام إلى (جمعية الهداية الإِسلامية). ما كان يستقبل أحداً في بيته.

وعندما استلم مشيخة الأزهر، أصبحت داره أوسع في شارع صفية زغلول، فيها أربع أو خمس غرف. حتى يقال: إن الحبيب بورقيبة عندما فرَّ من تونس إلى مصر، أوقفوه في السلّوم، فقالوا له: من أنت؟ قال لهم: أنا الحبيب بورقيبة، واتصل بالشيخ الذي اتصل بدوره باللواء صالح حرب باشا، كان وزيراً للداخلية وقتها، وكان صديقاً للشيخ. وكان كبار عظماء الرجال في مصر -كما تفضل الأستاذ الجندي- كانوا من أصدقاء الشيخ. كثير من أعضاء مجلس قيادة الثورة كانوا أعضاء في (جمعية الهداية الإِسلامية)، ليسوا بأعضاء عاملين، بل أعضاء مؤازرين. اللواء محمد نجيب كان يترد على الشيخ باستمرار، فلما قامت الثورة، استدعي الشيخ لتسلم مشيخة الأزهر. وكانت (جبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية) إحدى حركاته النضالية. ومقرها في (جمعية الهداية الإِسلامية)، وكثير من الجزائريين فيها، وكان الفضيل الورتلاني هو الأمين العام للجبهة، والمكي الشاذلي.