للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حتى إن القنصل الفرنسي في تونس، هناك وثائق أرسلها بخطه إلى وزير خارجية فرنسا في باريس، يقول فيها ويؤكد: أن هذه الزاوية خطر على الوجود الفرنسي في الجزائر، وهناك تقارير أكثر من واحد.

الأستاذ صيد: مما يؤكد كلامكم هذا: أن المؤرخ الكبير في الجزائر الدكتور يحيى بوعزيز -رحمه الله- ذكر في كتابه "ثورات الجزائر في القرنين التاسع عشر والعشرين" أن زاوية "نفطة" -زاوية الشيخ مصطفى بن عزوز - كانت ملجأ للهاربين والمضطهدين والمطلوبين من الجزائريين الذين هربوا من الاستعمار الفرنسي.

وحتى نربط الكلام بموضوع حلقتنا اليوم، وهو الحسين بن علي بن عمر، فقد كان هذا الشيخ الذراع الأيمن للشيخ مصطفى بن عزوز.

نواصل الحديث عنه: هل أضاف شيئاً جديداً إلى جانب الزاوية، أم لا؟

الأستاذ الحسيني: لديَّ بعض الرسائل التي كان يرسلها له الشيخ مصطفى، وأجد بين السطور أشياء لم يكتبها الشيخ مصطفى، ويفهم عليه الشيخُ الحسين. مثلاً: يقول له في إحدى رسائله: "أرسلنا لك عشرة أحمال من الجمال". ما اشتغل الشيخ مصطفى بالتجارة، ولا الشيخ الحسين غايتُه التجارة، والحمولة غير معروفة، "أرسلت لك مع فلان عشرة أحمال إلى المنطقة الفلانية في الجزائر، أو سبعة أحمال ... وهكذا".

أفترض إما أنها سلاح، أو ربما مواد تموينية تعين الثوار المجاهدين ..

ثم لا ننسى أن كثيراً من الإخوة الجزائريين درسوا في "نفطة": الشيخ العربي التبسّي، وعاشور الخنقي، والشيخ العربي كمجاهد وعالم، ومن كبار جمعية العلماء الجزائريين المسلمين، تربّى في "نفطة".