أما عن أخلاق الشيخ الحسين، فقد قال فيه الشيخ محمد المكي بن عزوز بن الشيخ مصطفى:"كان طلق المحيا، جميل الملتقى، عارفاً بمقتضيات الأحوال، ليّن الجانب، كان ذا فطنة قوية، غيوراً على أهل الله".
أحببت أن أذكر هذه الأوصاف؛ لأخذ صورة عن هذا الرجل الصالح.
"حازماً في أموره، منصفاً، صاحب بلاغة في مراسلاته، ملاطفاً في مخاطباته، مهاباً، معظّم الجانب، حريصاً على إطفاء الفتن، مثابراً على إزالة الشحناء".
كان من مهمة رجال الدعوة الصالحة الصادقة المعتدلة أنهم يصلحون بين الناس وبين الأعراش، وخاصة في القبائل التي تصل فيها الأحقاد إلى درجة قد يستخدم فيها السلاح والقوة، وكان يتدخل الشيخ الحسين في هذا الخلاف، ويجري الموضوع صلحاً.
الأستاذ صيد: وذلك نظراً لمكانته الاجتماعية.
الأستاذ الحسيني: مثلما يقولون في الشام: إنه "تنطبش برأس كام خاروف" تذبح بعض الخرفان، وتتم الوليمة، فتزول الفتنة بين العشيرتين، وهذا نوع من إصلاح ذات البين، وُيستغنى عن القضاء، وإطالة الأعمال في القضاء.
الأستاذ صيد: إذن، أستاذ الحسيني! هناك زاوية "نفطة"، وأظن أن الشيخ الحسين أنشأ زاوية أخرى، أو مسجداً تقام فيه الصلوات في "نفطة".
الأستاذ الحسيني: بعد وفاة شيخه أحبَّ أن يترك زاوية مصطفى بن عزوز لأبناء الشيخ مصطفى، وهذا كرم أخلاق منه، وحتى لا يكون هناك