للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان لهذا الشيخ مكانة خاصة ومتميزة لدى العلماء والشيوخ في مختلف أنحاء البلاد التونسية، وكذلك لدى سلطة البايات، وهو ما أهله للقيام بدور فاعل للوساطة بين باي تونس وعلي بن غذاهم، أشار إليها بتفصيل ابن أبي الضياف في ج ٥ من كتاب "الإتحاف".

٣ - كان -أيضاً- جد محمد الخضر حسين للأب علي بن عمر من علماء "طولقة" وشيوخها، وله -حالياً- زاوية باسمه في هذه المدينة، هي من أكبر الزوايا التي زرتها أخيراً بمنطقة الزاب ... وبها مكتبة ثرية جداً بالمخطوطات العلمية والأدبية النادرة ... ويشرف على شؤونها عالم جليل هو الشيخ عبد القادر عثماني.

٤ - إذن كانت العائلة التي ينتسب إليها علامتنا من أعظم العائلات وأعرقها علماً وورعاً ... إذ -إضافة إلى ما ذكرنا- فإن الشيخ محمد بن عزّوز والد الشيخ مصطفى بن عزوز ... هو العالم والورع المتصوف المعروف بـ "نور الصحراء"، وزاويته الشهيرة قائمة إلى اليوم.

ومن أبرز أبناء هذه العائلة -أيضاً- الشيخ المكي ابن عزوز (خال محمد الخضر) الذي كان من علماء جامع الزيتونة، وأحد قضاة مدينة "نفطة" ... والذي ارتحل فيما بعد إلى "الآستانة" واستقر بها للتدريس ... وكان من أبرز وجهائها إلى أن توفي بها، ودفن هناك.

٥ - ولد الشيخ محمد الخضر حسين بمدينة "نفطة" يوم (٢٦ رجب سنة ١٢٩٣ هـ / ٢١ جويلية سنة ١٨٧٣ م)، واسمه الأصلي: محمد الأخضر ابن حسين، وقد حدث تحوير في الاسم على مرحلتين:

الأولى: منذ طفولته، عندما أبدل لفظ "الأخضر" بـ "الخضر"؛ تيمناً