مودة استمرت طيلة حياتهما ... هذه المودة التي تبرز في الرسائل التي كان يوجهها إمام الجامع الأزهر إلى إمام الجامع الأعظم جامعِ الزيتونة ...
وأغتنمُ هذه المناسبة؛ لأشير إلى أن هذه المودة والوفاء والتقدير قد لمستها شخصياً خلال إعداد كتابي عن الخضر حسين والجلسات العديدة التي خصصها لي المرحوم العلامة محمد الطاهر بن عاشور ببيت ابن عاشور العامر بالمَرْسى ... وتمكيني من معلومات وتدقيقات علمية وتاريخية نادرة لم تكن متوفرة لغيره من العلماء والشيوخ والمؤرخين ... فله منا -رحمه الله- كامل الثناء والتقدير، ولهذه العائلة -آل ابن عاشور- التي مكنت تونس والعالم الإسلامي -وما زالت- من خيرة العلماء والباحثين في عديد المجالات العلمية والثقافية والفكرية والقانونية ... إلخ.
ج - العناية البارزة بمجال الإصلاح الديني والاجتماعي والتربوي: وقد تجلى ذلك بالدعوة إلى الإصلاح من خلال المحاضرات والمسامرات والمقالات ...
أما في الميدان التربوي، فقد كان منشغلاً بإصلاح التعليم الزيتوني منذ حياته الطالبية ... وبعد تخرجه من الجامع الأعظم كان من بين شيوخ الزيتونة وعلمائها العاملين على تطوير التعليم مضموناً وأسلوباً ومنهجاً.
وفي هذا الإطار شارك في تكوين جمعية (تلاميذ جامع الزيتونة) سنة (١٣٢٤ هـ / ١٩٠٦ م)، إضافة إلى نخبة من العلماء، في مقدمتهم: العلامة محمد الطاهر بن عاشور ... وخلال سنة (١٣٢٥ هـ / ١٩٠٧ م) انحلت هذه الجمعية وتكونت جمعية جديدة باسم (الجمعية الزيتونية)، تولى رئاستها الشيخ ابن عاشور، وعضويتها العلماء: الطاهر النيفر، محمد رضوان، محمد النخلي،