قد سبقتها ندوات سابقة خلال سنوات مضت، وتأكدتُ من مدى تمسك الإخوة في الجزائر الشقيقة بجزائرية العلامة محمد الخضر حسين. ونظراً إلى دراستي الشاملة والمتواصلة لهذه الشخصية المتميزة، ونظراً إلى إيماني العميق والدائم بأن العلم لا يعرف المجاملات، فقد أكدت في البحث المطول الذي قدمته في هذه الندوة على الجوانب التاية:
١ - إن أصول محمد الخضر حسين وجذوره العائلية هي فعلاً جزائرية. فجده للأم الشيخُ الجليل مصطفى بن عزوز صاحب الزاوية الشهيرة بمدينة "نفطة"، وهو -فعلاً- من منطقة الزاب؛ حيث توجد زاوية والده الشيخ الورع (نور الصحراء) محمد بن عزّوز.
وكذلك جده للأب الشيخ علي بن عمر هو -أيضاً- من "طولقة"، وزاويته قائمة حالياً بإشراف الشيخ عبد القادر عثماني العالم الجليل، وعضو المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر الشقيقة. وقد وجدنا منه ومن عائلة الخضر حسين الأصيلة بطولقة وبرج ابن عزوز خلال زيارتنا لهذه الزاوية (ديسمبر ٢٠٠٧ م) كامل التبجيل والاحترام، فلهم منا جليل الشكر.
٢ - لكن محمد الخضر حسين شخصياً ولد بمدينة "نفطة" التونسية، ونشأ بها، وتربى وتلقى تعليمه القرآني والابتدائي العام بها إلى أن بلغ سن ١٣ من العمر، ثم انتقل إلى العاصمة، ودرس بجامع الزيتونة المعمور إلى آخر المرحلة التونسية من حياته؛ كما أشرنا إليها بشيء من الإيجاز والتدقيق في هذا المقال.
٣ - إن الشيخ الخضر بقي متعلقاً بوطنه تونس طيلة مراحل حياته، سواء عند انتقاله إلى سورية، أو الآستانة، أو برلين، وأخيراً استقراره بالقاهرة.