وعلا فرعها في سماء "نفطة" بالجنوب التونسي، وأضاء في الزيتونة المباركة بعاصمة تونس، وتألق في سماء الشام، وأشرق في مصر، فأصبح إماماً للأزهر، اختارته الثورة المصرية لأن يكون شيخاً للأزهر، يقوده في طريق الإصلاح والتغيير المثمر.
إنه العالم بالشريعة ومداركها، وباللغة العربية وآدابها، والصحفي المبدع، والداعية الصادق، والمناضل المدافع عن شرف الأمة وأوطانها، إنه رئيس (جبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية) التي أسسها بالقاهرة، وهو الشاعر، والمحاضر، لسان العربية في (مجمع اللغة العربية) بالقاهرة، وبدمشق، بدراساته العلمية في تاريخ العربية ومصادرها، ومواردها ومتونها، ومنشئ (جمعية الهداية الإسلامية)، ومجلتها التي تحمل اسم الجمعية، ومنشئ أول مجلة عربية في تونس هي "السعادة العظمى".
ولولا جهود ابن أخيه الأستاذ المحامي الشاعر علي الرضا الحسيني -حفظه الله- في جمع آثاره ونشرها، لذهبت أدراجَ الرياح، وأتت عليها الأرضة "سوسة الكتب"، وحرم الناس من ثمراتها، ولذلك كرّمت هذه الجمعية هذا العمل الجليل الذي أنجزه، فأحسنت الصنع.
كان لوالي "بسكرة" فضل بمساعدة هذه الجمعية التي يرأسها الشاب النشط، المتّقد حماسة وجدية، فقامت بتنظيم هذا الملتقى الكريم، الذي حضره باحثون: من تونس: "الدكتور محمد مواعدة"، ومن سورية:"الأستاذ علي الرضا الحسيني"، ومن مصر:"الدكتور مجاهد توفيق"، ومن جامعات الجزائر: عدد من الباحثين الشباب، الذين نفخر بأبحاثهم الجادة التي قدموها، ولا ننسى فضل شيخنا الكبير، وإمام بسكرة العظيم، فضيلة الشيخ عبد القادر