للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا تُنيم، فعذراً للقائمين على تلك الجمعية العاملة عن ذلك الظن السيئ، والعذرُ عند كرام الناس مقبول ...

يشرف على هذه الجمعية النشيطة ويسيِّرها نخبة من الشباب الطموح المتسلح بالعلم، المتخلق بالحلم، المتدرع بالعزم، ولهذا لم يستنكف كبار السن فيها أن يكونوا -برغم سعة علمهم، وغناء تجربتهم- تابعين لأولئك الشبان، يمدونهم بصالح الدعوات، ويساندونهم بصادق التوجيهات، ويباهون بما يحققونه من إنجازات.

لقد أضاف أولئك الشبان الكرام البررة إلى جمال أم قرى الزيبان جلالَ الفكر، وطيب الذكر، وحلال السحر، فنالوا محبة الحميم، وانتزعوا احترام الخصيم، فلا يشنؤهم إلا من في قلبه مرض، وفي نفسه غرض.

تظهر جِدِّية هذه الجمعية، ويبدو عملها المنهجي فيما أقامت -لحد الآن- من ندوات وملتقيات وطنية ودولية، ومنها: بسكرة عبر التاريخ، والمقاومة الشعبية بمنطقة الزيبان، وتاريخ الحركة الوطنية بمنطقة الزيبان، والعلامة عبد الرحمن الأخضري، وعقبة بن نافع الفهري.

كما تتجلى جديتها فيما نشرته من كتب قيمة عن تاريخ المنطقة وأعلامها، ومنها: "تاريخ الصحافة والصحفيين في بسكرة، وأعلام من بسكرة، وزهير الزاهري، وملحمة الزيبان، وغيرها"، ولم تنس هذه الجمعية فضل السابقين، فكرّمت ثلة من علماء الجزائر الذين خدموها بإخلاص، وناضلوا بصدق، لا يريدون من وراء ذلك جزاء ولا شكوراً، ومنهم: بقية السلف الصالح رمضان محمد الصالح، تلميذ الإمام ابن باديس، وخليفة الإمام الإبراهيمي في إدارة مدرسة دار الحديث بتلمسان، ومؤسس التعليم الديني في الجزائر المستقلة،