للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأول مُحْيٍ لتراث الإمام ابن باديس ... والأستاذ الدكتور أبو القاسم سعد الله، الذي أحيا تاريخ الجزائر الثقافي، وأرّخ لحركتها الوطنية ... والمرحوم الدكتور يحيى بو عزيز، والشيخ الفاضل عبد القادر عثماني ...

إن نجاح هذه الجمعية يعود -في رأيي- إلى الانسجام الذي يسود بين مسيِّريها، فهم لا يتنافسون إلا في الجديات، ولا يسارعون إلا في الخيرات، لا يزدهيهم مدح، ولا يثبطهم قدح، كلٌّ قد وثق في نفسه وفي إخوانه، وكل قد علم مكانه ودوره، فلا سعي لنيل شهرة، أو إحراز لقب، أو تحقيق مكسب، فهمُّهم الدائم، وشغلهم الشاغل هو: تحريك الركود، وإيقاظ الرقود، ولذلك فلا تعرف منهم رئيساً من مرؤوس، ولا تميز تابعاً من متبوع، وميزتهم جميعاً أن كل واحد منهم ذو فكر جوَّال، ولسان قوَّال، وقلم سيَّال، يحسن إذا خطب، ويتقن إذا كتب، راحتهم في التعب، ولذتهم في النصَب.

لقد خصصت الجمعية بمناسبة ذكرى وفاته الخمسين (١)، وقد ألقيت في الملتقى عدة محاضرات من قبل أساتذة من الجزائر، وتونس، وسورية، ومصر، تناولت جوانب من شخصية الإمام، وإن لم توفِّها حقها؛ لتعدد جوانبها، وثرائها، ولضيق الوقت، ولعدم توافر كتابات الإمام في الجزائر.

وأغتنم هذه الفرصة لأُشيد بشخصيتين كريمتين لهما فضل كبير يُذكر وُيشكر، أولهما: الأخ الدكتور محمد مواعدة، من تونس الشقيقة، والأستاذ علي الرضا الحسيني الذي تتبع حياة الإمام محمد الخضر حسين، وهو مقيم بدمشق، ويتمثل فضلُه في حصر نشاطه، ووقف حياته على آثار الإمام


(١) توفي الشيخ محمد الخضر حسين يوم ٢ فبراير ١٩٥٨ م.