كمشيخة الأزهر التي ارتقى إليها الإمام محمد الخضر حسين بقوة إيمانه وتقواه وورعه، وعلومه التي زوّده بها الجامع الأعظم - جامع الزيتونة في تونس -، وضم إليها علوم الجامع الأزهر، فتوّجته إرادة الله -سبحانه وتعالى- شيخاً للجامع الأزهر.
والله -سبحانه وتعالى- يكافئ رجاله الصادقين المخلصين في دنياهم قبل أن يثيبهم في آخرتهم أولئك {لَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا}[فصلت: ٣٠]. والحديث عن سالف الزمن لم يعد من المفيد ذكرُه في هذه المقدمة. عندما حاول الطغيان والجهل والغباء أن يطمس وجه تونس المشرق، ورجالاتها وزعماءها المخلصين. والله - سبحانه وتعالى- عنده الجزاء والحساب.
ولكن بعد زوال الغمّة، وانكشاف العسر والهيمنة والضياع، عادت تونس إلى تاريخها الصحيح الصادق، وفتحت صفحاتها الناصعة المضيئة والحمد لله.
لقد كان من حق الجزائر أن تحتفل بالإمام محمد الخضر حسين من خلال الملتقى الهام الذي أقامته (الجمعية الخلدونية للأبحاث والدراسات التاريخية) في مدينة "بسكرة") أيام ٢٥ - ٢٦ - ٢٧ ديسمبر كانون الأول ٢٠٠٧ م. كذلك من حق تونس أن تقيم المهرجان العلمي العالمي الأول خلال أيام ١٦ - ١٧ - ١٨ جانفي كانون الثاني ٢٠٠٩ م ... بل ومن الجدير بالعالم الإسلامي أن يقيم الندوات والدراسات حول الإمام.
إن هذه الندوات والملتقيات حافز للمثقفين والدارسين والباحثين لاستكشاف آراء الإمام الإصلاحية، ودعوته الإسلامية، ونضاله السياسي. لا للدراسة والقراءة، بل للعمل بموجبها في كافة مناحي الحياة، وهي في