وأحب الخمائل، وكتب في ذلك ديواناً عظيماً خالداً يسمى:"الديوان الشرقي للأديب الغربي" أنا الآن بصدد دراسته.
أتيت إلى هنا طبعاً لأحييكم، وأقول ذلك تخليداً للذكرى الخمسين لوفاة العلامة المرحوم محمد الخضر حسين، أصيلِ نفطة، وأصيلِ -أيضاً- الجزائر من جهة أمه، وحبيب دمشق، وحبيب مصر، وحبيب العالم كله، إذن هو عربي بالمعنى الحقيقي.
وهذه الأصول وهذه المراجع، رفعته ليس بالعلم فقط، ولكن داخل السياسة بالعلم، وأي مثقف أصيل لا يكون سياسياً؟! فإن الثقافة الأصيلة هي سياسة عميقة، اعترف بذلك العلماء، واعترف بذلك رجال السياسة الكبار.
واعترف بها -أيضاً- رئيسنا زين العابدين بن علي الذي جعل هذه الندوة العلمية مؤطّرة بوزيرين مهمين، أولاً: الأستاذ عبد الرؤوف الباسطي في الافتتاح، والأستاذ الأخزوري في الاختتام، إني أعتبر هذا التأطير عملية ثقافية سياسية بعيدة المدى. نذكر بها الرئيس ابن علي، ويشكر عليها، وتحيتي إليه من هذا المنبر.
هذا من وجه. ومن وجه آخر: أنا أحس بقلق في نفسي؛ لأني عندما ألقيت دروسي في الجامعة التونسية عن الحركة الإصلاحية الإسلامية في البلاد العربية، كنت مقصراً؛ لأني لم أذكر الشيخ الخضر حسين؛ لأني لم أكن أعرفه تماماً معرفة جيدة، والاعتراف بالفضل دون الفضل فضيلة.
لقد أفادني محمد مواعدة حقاً؛ لأنه هو الذي اقترح عليَّ موضوعَ دراسته الجامعية أن تكون عن الخضر حسين، ففرحت بما قاله لي، وخشيت