للترحيب به في المجالس والنوادي، كما التف حوله طلبة العلم في حلقات الدرس والبحث، فأعطى كل فريق حقه، ووزّع أوقاته للتدريس بين الجامع الأموي، ونوادي دمشق - والمدرسة (السلطانية)، وفي مجالسه الخاصة التي كانت تُقصد على مدار الأسبوع.
يقول الإمام الخضر في إحدى رسائله إلى الشيخ محمد الصادق النيفر في تونس، والمؤرخة في ٢٠ محرم ١٣٣١ هـ:"لقينا من أهل دمشق حفاوة واحتراماً فوق ما نستحق، لاسيما الناشئة المتأدبة، وكثير من أهل الفضل والعلم، حتى ظهر منهم الاستبشار، وأقبلوا على تهنئتها عندما بلغهم تعيننا لتدريس آداب اللغة العربية والفلسفة في المدرسة السلطانية بدمشق".
والإمام -من خلال هذه الاحتفالات والمسامرات التي تتصل حلقاتها يوميا- لم ينسَ وطنه تونس، ولم يغب عن باله الأصحاب، ولاسيما صديق الوفاء والمحبة الإمام الشيخ محمد الطاهر بن عاشور، وها هو ذا يرسل له تحية شعرية:
أيَنْعمُ لي بالٌ وأَنتَ بَعيدُ ... وأَسْلو بطَيْفٍ والمنامُ شَريدُ
ويقول في رسالة من دمشق بتاريخ ٢٩ جمادى الأول ١٣٣٢ هـ موجهة إلى الشيخ محمد الصادق النيفر: "أما سيرتنا بدمشق، فلم تتغير عن الطريقة التي كنا نسلكها في تونس، وهو أن معظم أدبائها وكبرائها يعرفوننا ونعرفهم،