للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسعدي بك الملا الذي أصبح رئيساً للوزراء في لبنان، وكان سكرتيراً لشكري الأيوبي.

وحكم المجلس العرفي على الشيخ الإمام بالبراءة مما نسب إليه , وقرر مخاطبة الدولة بطلب إعطائه مكافأة بما لحقه من ضرر.

ويقول الإمام: "ولكني لم أتشبث بهذا القرار، وقنعت بما ظهر للدولة من طهارة ذمتي، وعدم تسرعي إلى النفخ في لهيب الفتنة على غير هدى".

ومن شعر الإمام في السجن:

غلَّ ذا الحبْسُ يدي عن قلمٍ ... كانَ لا يصحو عن الطِّرْس فناما

هل يذودُ الغمض عن مقلته ... أو يلاقي بعدَه الموتَ الزُّؤاما

أنا لولا همةٌ تدعو إلى ... خِدْمة الإسلام آثرتُ الحِماما

ومن روائع شعره في المعتقل: أن الأستاذ سعدي الملا كان رفيق الإمام في زنزانة واحدة، وجرت بينهما محاورة عن البداوة والحضارة، فقال الشيخ:

جَرَى سمرٌ يومَ اعْتُقلنا بفندقِ ... ضُحانا به ليلٌ وسامرُنا رَمْسُ

فقالَ رفيقي في شَقا الحبسِ إنَّ في الْـ ... ـحضارةِ أُنْساً لا يقاسُ به أُنسُ

فقلتُ له: فضلُ البداوة راجحٌ ... وحسْبُكَ أن البَدْوَ ليس به حَبْسُ

وله أشعار أخرى في المعتقل الذي لم يزِدْه إلا قوةً في العزيمة، وإصراراً على النضال والاستمرار بصلابة في طريق الحق، ودون أن تؤثر في إيمانه الراسخ حوادث الأيام العابرة.

ومن ذكريات السجن قال في دمشق:

ولقد ذكرتُكِ في الدّجى والجندُ قد .. ضربوا على دار القضاء نِطاقا