من علّمَ الشعراءَ أن يتحضّروا ... روحاً تَرَذَّى جسْمُها ثوبَ العدمْ
هذه بعض أشعاره خلال المرحلة السورية في حياته التي قالها بدمشق، وله قصائد أخرى عن دمشق خلال زيارته لها قادماً من القاهرة.
* دخوله السجن في عهد السفاح جمال:
عندما نقرأ سيرة الإمام محمد الخضر حسين نجد صفحاتِ قاسيةً مؤلمة من جراء دفاعه عن الحق، وقد عانى الأذى والاضطهاد على يد السفاح التركي جمال باشا في دمشق، وقَبِلَ الابتلاء بكل إيمان وصبر، وبقلب مؤمن صادق.
اعتقل الشيخ الإمام مدة ستة أشهر وأريعة عشر يوماً في شهر رمضان سنة (١٣٣٤ هـ الموافق آوت آب ١٩١٦ م) حتى الرابع من شهر ربيع الثاني ١٣٣٥ هـ. وأحيل إلى المحاكمة أمام المجلس العرفي العسكري تحت رئاسة فخري باشا؛ بحجّة أنه حضر مجلساً خاض فيه المجتمعون في سياسة الدولة، وسعى فيه أحدُ المحامين إلى تناول الدولة بعبارات قاسية، حتى استفتى في نكث العهد من طاعتها، والخروج عليها، وسعى إلى تأسيس جمعية تدعو إلى الانفصال عن الدولة العثمانية.
واعتبرت السلطة الطاغية في دمشق أن الشيخ يحمل المسؤولية لعدم إبلاغ الإدارة المختصة بهذا الاجتماع، وما جرى فيه من حديث يتعلق بسياسة الدولة، وأذنت باعتقاله حتى يرى المجلس العرفي رأيه.
وتم الاعتقال في (خان مردم بك) بمدينة دمشق، وهو مكان مُعَدٌّ لاعتقال رجال السياسة، وكان من رفاقه في السجن: الرئيس شكري القوتلي الذي شغل منصب رئيس الجمهورية السورية، وفارس الخوري أحد رؤساء الوزارة،