من فلتات الزمن، فهو المصلح لهذه الأمة أمرَ دينها، وهو الذي أنار السبيل لها؛ لتنهض من كبوتها، لتحارب الاستعمار، وتخرجه من بلادها.
وهو السياسي الذي قاد السفينة إلى برِّ الأمان وسطَ الأمواج المتلاطمة، والأعاصير القاتلة، والرياح العاصفة، والبروق والرعود المدوية.
وهو الصحفي الذي لا يُشق له غبار، صاحب مجلة "السعادة العظمى" في تونس، ومجلة "الشبان المسلمين" في مصر، ومجلة "الهداية الإسلامية"، ومجلة "نور الاسلام" التي هي مجلة "الأزهر" بعد ذلك، ومجلة "لواء الإسلام" ومجلة "مجمع اللغة العربية"، وجريدة "الفتح".
ومجلات وصحف أخرى لا نستطيع أن نعرفها بالتحديد، نشر فيها الشيخ الخضر قصائده ومقالاته وبحوثه، سواء الصادرة منها في مصر، أو سورية، أو تونس، أو غيرها من البلاد، ومنها: مجلة "المجمع العلمي العربي" بدمشق. ومجلة "البدر" التونسية، والمجلة "الزيتونية" التونسية، وجريدة "الزهراء" الصادرة بتونس، ومجلة "الزهراء"، وهي علمية أدبية اجتماعية، منشئها محب الدين الخطيب.
وهو الشاعر، والأديب، والخطيب المفوّه الذي يهز المنابر.
والواقع أن الشيخ محمد الخضر حسين ابتدأ حياته الأدبية شاعراً قبل أن يبدأها ناثراً؛ حيث نجد آثاره الشعرية الأولى أكثر اهتماماً بالحياة العامة، وأطرفَ أسلوباً، وأميلَ إلى التجديدِ والمطالبةِ بالإصلاح من نثره.
ولكنه سرعان ما انقلب إلى النثر، فعبّر به عن قضايا الأمة والحياة، والمجتمع والفكر، تاركاً للشعر بعض المناسبات الخاصة، والجوانب الأكثر التصاقاً بالعاطفة والوجدان والإخوانيات، وقد ترك ديوانين كبيرين، أحدهما