إن الشيخ مصطفى عزوز هو جدّ الإمام محمد الخضر حسين للأم. وإن هذه الزاوية هي المدرسة الأولى للشيخ الخضر، والذي أصبح من أبرز أعلامها.
إن العلامة الإمام محمد الخضر حسين مولود في "نفطة" سنة ١٨٧٣ م، وينتمي إلى عائلة جزائرية صوفية، ووالده الشيخ الحسين بن علي بن عمر الطولقي نسبة إلى "طولقة" من دوائر "بسكرة"، وكان مريداً خاصاً للشيخ مصطفى ابن عزوز، وقد دخل معه "نفطة" مهاجراً سنة ١٨٤٣ م، وأم الإمام الخضر هي السيدة حليمة السعدية إحدى بنات الشيخ مصطفى بن عزوز، ورابطة النسب بين عائلة الشيخ الخضر وعائلة ابن عزوز متأصلة متشعبة.
ثم إن هذه علاقة القربى ترافقها علاقة روحية قوية، وهي علاقة الشيخ بخليفته، وعلاقة الخليفة بشيخه؛ إذ أن الشيخ سيدي علي بن عمر الطولقي هو جد الخضر، وأبرز خلفاء سيدي محمد بن عزوز البرجي والد سيدي مصطفى.
كما أن الشيخ مصطفى بن عزوز هو شيخ سيدي الحسين بن علي بن عمر والد الشيخ الخضر.
وبعد هذه التوطئة أريد أن أقرأ عليكم هذه الكلمة عن أعلام تونس.
"أشد ما يؤلم ذا الشعور الحي، والنفس اليقظة: ذلك الكابوسُ العجيب الذي نزل على التاريخ التونسي في أحداثه وآثاره ورجاله، فلزَّه إلى زاوية الإهمال، وكساه ثوب الذبول والخمول، وضرب عليه التلاشي والضياع، وألزمه انعدام المصادر، وفقدان التآليف، وتعطل البروز، حتى أصبحت الجهالة بأحواله سنّة متبعة، والنكران لرجاله مشرعاً سائغاً، والطمس لمعالمه