الحركات مرت بمراحل وتيارات مختلفة، ويمكن تصنيفها بأكثر من تيار.
ثم نجد ضمن التيار الواحد من روّاده خصوصيات، وهذا الرائد ضمن تيار معين يتغير موقفه من هذه القضية، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك، ومنها: شخص محمد عبده، كانت له علاقات مع الأفغاني، ثم أصدروا "العروة الوثقى"، ثم اختلف معه في الرأي.
بالنسبة للشيخ الخضر حسين، أعتقد -أيضاً- أن فكره الإصلاحي مرَّ بمراحل مختلفة، وليس هنا المجال للحديث عن هذه المراحل، المهم في هذا تفاعله، خاصة وأنه عاش في بيئات ثقافية وسياسية متنوعة، كيف أثرت هذه البيئات في تحوله الفكري الإصلاحي، ومواقفه الإصلاحية والسياسية.
مثلاً عندما نأخذ المرحلة السورية، هناك بدأ تيار واضح في قضية العروبة، وموقفه من السلطة العثمانية، ونجده في بعض الأحيان تحدث عن هذه العروبة، هل هو تحوّل؟
ما أريد أن أصل إليه، هو: المهم تنزيل هذه المراحل المختلفة في سياقها التاريخي؛ لأن هناك-أيضاً- فترة مهمة، هي قضية رحلته من إستنبول إلى ألمانيا، وانضمامه إلى حركة أصبحت تظهر الآن حولها الوثائق، وليس فقط مجهود أفراد، وإنما حركة تمثل تياراً يستغل ظروف الحرب العالمية الأولى؛ ليخدم القضايا الوطنية في المغرب العربي والعالم الإسلامي، وهناك علاقته المتينة مع أنور باشا.
وأختم بهذه الملاحظة: بأنه إلى جانب الدراسات المعروفة، ولاسيما الدراسات الأخيرة التي خرجت بالألمانية، وبعضٌ منها مذكرات ممن عرفوا بالقرب في برلين الشيخَ الخضر حسين، وليست مذكرات أنور باشا فقط، فهذه