للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في الجيش الفرنسي للفرار من الجبهة الألمانية - الفرنسية، وانضمامهم إلى جيش وطني يعمل على تحرير تونس والمغرب من الاحتلال الفرنسي الغاشم. وما حكمُ الإعدام الذي أصدرته فرنسا، ومصادرةُ أملاكه إلا الدليل القوي على أثر محاربته ونضاله ضد فرنسا عند المحتل الفرنسي. وآمل من السائل أن يرجع بإمعان إلى تاريخ الشيخ؛ ليجد الجواب الكافي والشافي.

- لماذا اتصل بالتونسيين، ولم يتصل بالجزائريين؟

لا أدري ماذا يقصد الأخ السائل؟ هل يقصد اتصاله بالتونسيين والجزائريين في دمشق؟ أم مراسلة بعض التونسيين والجزائريين من دمشق؟

للشيخ اتصالات واسعة بدمشق مع كل من أبناء تونس والجزائر، ولمزيد من الإيضاح هنا أشير أن أبناء المغرب العربي من المغرب إلى الجزائر وتونس وليبيا هم في عرف السوريين مغاربة، لا فرق بين هذا وذلك -أقول هذا بصدق لا عن عاطفة-، وكان اتصاله بهم مستمراً ومتيناً، حتى إن حي المغاربة في مدينة دمشق، وفي منطقة تسمى: "السويقة" حي كبير يضم كافة أبناء المغرب دون تفريق.

أما مراسلاته من دمشق مع المغاربة، فلاشك أنها كانت قائمة، ولا ندري حجمها، أما مراسلاته خاصة مع التونسيين، فقد اتصل بشخصين -حسب ما وقع تحت يدي من رسائله- هما: الشيخ محمد الطاهر بن عاشور الصديق والأخ الوفي، والشيخ محمد الصادق النيفر، برسائل عاطفية، ولم يتدخل فيهما بالسياسة.

إن المهام العظام التي يحمل الشيخ رسالتها لم تسمح له بالمراسلات الكثيرة التي لا طائل منها إلا بث الشوق. فقد كان الشيخ وقتُه مليئاً بالأعمال،