للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٥ - الاقتصار بالتعليم الديني على الأحداث دون الكبار.

٦ - التساهل مع المقصرين بأداء الواجبات الدينية، والمخالفين لمكارم الأخلاق.

٧ - حصر التعليم الديني بالأزهر، وفي المعاهد الدينية.

٨ - نقده الطرق البيداغوجية التقليدية المعتمدة على نظام العقوبات البدنية القاسية. وهذه نتوقف عندها قليلاً من خلال ما رواه الشيخ في كتابه "الرحلات" مما شاهده بنفسه عند أحد الشيوخ التقليديين، فيقول:

"ذهبت إلى الجامع الأزهر لأذان العصر، وانتدبت للتحية مكاناً بين مجتمعين لتعليم القرآن، فانشق صدري أسفاً لأحد المعلمين، إذ كان لا يضع العصا من يده، ولا يفتر أن يقرع بها جنوب الأطفال وظهورهم بما ملكت يده من قوة.

وربما قفز الصبي آبقاً من وجع الضرب الذي لا يستطيع له صبراً، فيثب في أثره بخطوات سريعة، ويجلده بالمقرعة جلداً قاسياً، حتى قلت لأزهري كان بجنبي: من جلس إزاء هذه المزعجات، فقد ظلم نفسه ... وذكرت أني كنت ألقيت خطبة في أدب تعليم الصبيان ببلدة "بنزرت"، حالما كنت قاضياً بها، وأدرجت فيها ما قرره صاحب "المدخل" من الرفق بالصبي، وعدم زيادة المعلم -إن اضطر إلى ضربه- على ثلاثة أسواط، وتحذيره من اتخاذ آلة الضرب؛ مثل: عصا اللوز اليابس والفلقة، ولما خطبت في هذه الآداب، أرسل لي بعض المعلمين كتاباً على طريق البريد يعترض فيه على نشر هذه الآداب، ويقول: إن هذا مما ينبه قلوب التلامذة للجسارة علينا".