غرّة ذي الحجة؛ لعارضة من الضروريات ألجأتنا إلى ذلك"، ولكن هذا العدد لم يصدر.
العددان الأول والثاني: صدر هذان العددان مزدوجين، ويعلّل محمد الخضر حسين هذا الازدواج ببطء طول المقدمات الأولية لإصدار المجلة، ولا يذكر ذلك إلا في العدد الرابع، ويستدرك هذا الخلل بإصدار أربع ورقات في العدد الرابع، وأربع ورقات في العدد الخامس، وفاءً بذمته حتّى لا تكون المجلة منساة.
احتوى هذا العدد على مقدمة تقليدية ذات صبغة تقليدية، تلاها مدرج للعلم والعقل، ثم الحديث عن بروز فكرة المجلة، ثم بيان لأغراضها وأبوابها، ويلي ذلك ثلاثة تلويحات، احتوى التلويح الثالث منها على اثني عشر استطلاعاً.
والملاحظ أن الشيخ محمد الخضر حسين قد حرر جميع صفحات هذا العدد، وقصد إلى الإطالة في الافتتاحية؛ ليعرِّف بالمجلة، وظروفها، وأبوابها، وأغراضها، ومنهجها، حتى يكون مسلكها واضحاً، ويقبل عليها مَنْ يجد في نفسه تجاوباً مع هذا المنهج والأغراض، ولا ننسى أن هذه المجلة هي أول مجلة تصدر بتونس، وربما هذا سبب آخر من أسباب طول الافتتاحية، حتى لا ينفر الناس من شكل لم يألفوه.
نلاحظ أن ترتيب الأبواب روعي في الأعداد الأولى، ثم بداية من العدد الخامس بدا بعضها يحتجب، ومن العدد السادس عشر لم يعد هناك محافظة على التبويب أو الترتيب، بل تذكر مقالات بدون تصنيفها في أي باب كان.