للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

انطلق من "نقطة" حيث الاتساع، حيث الجرأة، حيث الشجاعة، حيث الفطرة، الفطرة الذي يجعل التفكير بداية لا نهاية؛ لأن هناك من يستعمل الفطرة؛ بكون الأنسان بلا فطرة، وانتهى، لا الفطرة باعتبارها بداية للتفكير.

حينما دخل -في تقديري- الشيخُ محمد الخضر حسين بعقلية (الآفاقي) فتح فتحاً مبينا في الحاضرة (١)، وفي جامع الزيتونة، بهذه القيم التي استلهمها من موطنه من "نقطة" كما استلهم الشيخ سالم بو حاجب، وغير هؤلاء الكثير الذين دخلوا إلى تونس، لا أذكر الشابي، لا أذكر الحداد، لا أذكر زعماء السياسة الذين جاؤوا من الآفاف، ودخلوا الحاضرة، فأهاجوا في الحاضرة نوعا من التفكير غيَّر نزعة الثقافة التونسية العربية الإسلامية. وحينما أقول: تونسية، فإني أتكلم على ثقافة تونسية عربية إسلامية قومية.

هذا الجانب -في تقديري- مهم، والتفكير فيه ضروري، حتى ندرك فضل هؤلاء الذين جاؤوا إلى تونس، وفتحوا الفتح المبين، بأن جعلوا من النسق الفكري نسقاً فيه من الجرأة، وفيه من الشجاعة ما جعل الشيخ الخضر يكتب هذه الكتب، وأكثر منها غير موجود على المنصة.

النقطة الثانية: الجامع الأعظم في تونس حينما جاء الشيخ الخضر حسين، كان فيه -في تقديري- نزعتان: نزعة يترأسها الشيخ سالم بو حاجب، ونزعة يترأسها شيخ الإسلام أحمد بن الخوجة.

سأذكر حادثتين، وهما تكفيان عن الإبانة عن خصائص جامع الزيتونة بين هذين المفترقيْن:


(١) يطلق لفظ (الحاضرة) على مدينة تونس العاصمة.