للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشيخ أحمد بن الخوجة كان هو شيخ الإسلام حينما دخلت فونسا تونس ليلة ١٢ ماي ١٨٨١ م، ولعله من الصدف أن مراسل جريدة "التايمز" أحدث معه حواراً، مختصرُ هذا الحوار هو ما يلي: كيف لك سيدي شيخ الإسلام، وأنت نصير الإسلام، ترتضي أن يُمضي الباي معاهدة فيها حماية أجنبي مسيحي غربي على تونس المسلمة الشرقية إلى آخره، كيف كان الجواب؟ جواب شيخ الإسلام هو: أنه لا يُمضي إلا بعد أن أمضى ولي أمره، وشأنه أن يكون خاضعأ لولي أمره، فالصادق باي أمضى، فعليّ أنا -شيخ الإسلام- أن أمضي. لا أريد أن أعلق، الأمر واضح.

الشيخ أحمد بن الخوجة هو الذي أفتى فى مشكلة (الشوكولاته) (شوكولاته مينييل) التي دبَّ في تونس الحاضرة أن هذه الشوكولاته التي تأتي من مرسيليا كانت تصنع من شحم الخنزير، فعطّل الناس شراء هذه الشوكولاته، فأفتى في حِلِّية أكل الشوكولاته. هذا نموذج من شيوخ جامع الزيتونة، مع احترامنا لهم.

الشيخ سالم بو حاجب كان صفة أخرى من الآفاق، الذي جاء فحرر بالجرأة والشجاعة. أكتفى بأن أقول بأنه في المحاضرة التي افتتح بها دروس المدرسة الخلدونية سنة ١٨٩٧ م، قال كلاماً ليس له من نظير لربما إلى يوم الناس هذا، وإذا قارنته بمحاضرة الشيخ محمد عبده في نفس المكان، وبعد سنوات، فمانني أرى البون بائناً بين الشيخ سالم بو حاجب، والشيخ محمد عبده؛ لأن الشيخ سالم بو حاجب خلاصة ما قاله، قال: إن العلوم الدينية لا ترقى إلا إذا ارتقينا بالعلوم الدنيوية، شرط الارتقاء بعلوم الشرع: الارتقاء بالعلوم الدنيوية. الشيخ محمد عبده قال، وأطال في الطريقة التقليدية في