(١٤٤٥ م / ١٥٠٥ م) في "الإتقان"؛ إذ نجده يُكثر من الرجوع إليه في أغلب مقالاته المتعلقة بالقرآن، وخاصة في تفسيره "أسرار التنزيل".
وللإشارة، فإن السيوطي قد مثّل مصدراً أساسياً في علوم القرآن بالنسبة لجميع المفسرين من بعده، وخاصة في العصر الحديث.
ثانياً - مصادره في الحديث وعلومه:
الدَّارسُ لتفسير الخضر حسين "أسرار التنزيل"، والمُطَّلعُ على بقية آثاره، يعثر -دون عناء- على مصادره من الحديث النبوي التي يعتمد عليها.
والملاحظ: أن مجموعة من الكتب وأصحابها كانت تتصدر القائمة، وأخرى لم تزد الإشارة إليها على مرة أو مرتين خلال تفسيره للقرآن الكريم.
أما أكثرُ هذه المصادر التي كان كثيراً ما يعود إليها، ويستقي منها -فيما بدا لي-، فهي:"صحيح البخاري"، و"صحيح مسلم، و"سنن التّرمذي"، و "النسائي"، و "موطا مالك"، و "السنن الكبرى للبيهقي" ...
وهي -في مجملها- أصحُّ الكتبِ المتضمنةِ لأحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -. ولا غرابةَ في أن تحتلَّ الأولويةَ في مصادره، ذلك أنه التزم بضرورة الأخذ بما صحَّ من الأحاديث.
أمّا منهجُهُ في ذلك، فهو الرجوعُ إلى سائر المصادر الأخرى؛ من حيث ذكرُ المرجع ومؤلفه معا، أو ذكر المرجع دون الإشارة إلى اسم مؤلفه، أو الاكتفاء بالإشارة إلى صاحب المرجع فقط.
وبذلك فإن الخضر حسين قد حافظ على سنَّة المفسرين في اعتماد الحديث النبوي لتفسير القرآن الكريم، معتمداً على أهمّ الكتب في الحديث، وقد كان أميناً في نقله عن المحدِّثين برغم أنه يكتفي بالإشارة فقط إلى